الصيد الجائر للطيور المهاجرة لبنان يهدد التوازن البيئي ويعرّض أنواعاً نادرة للإنقراض . في ما يلي ريبورتاج خاص يعرض شهادات حية من الميدان وفيديوهات لخبراء وناشطين، ودعوة للمساهمة في حماية هذا الإرث الطبيعي.
مشهد سنوي ينتظره اللبنانيون
مع أول أسراب الخريف، تتحول سماء لبنان إلى ممر حيوي لملايين الطيور المهاجرة، حيث يتقاطع الجمال مع رصاص الصيد العشوائي، مهددا دورة الحياة والتوازن البيئي.
شهادة صيّاد تحول إلى ناشط
من الصيد إلى حماية الطيور: شهادة عصام إبراهيم
"كنت أذهب إلى الطبيعة لأصطاد العصافير، واليوم أذهب لأراقب الطيور."
يقول عصام أنه تعلّم الصيد من طفولته كجزء من التقاليد اللبنانية لكنه مع الوقت لمس حجم الخطر على الطيور وتحوّل لدعم حمايتها ومراقبتها بدل استهدافها.
تقاليد الصيد البري في لبنان
في لبنان يُعد الصيد تقليدًا متوارثًا من الآباء إلى الأبناء، وطقساً خريفياً يجمع الأصدقاء في ليالي نهاية الأسبوع قبل الفجر.
عادةً ما تُطهى الطيورة الصغيرة وتُؤكل، أما الطيور الكبيرة، خصوصًا المهاجرة منها، فتُستهدف للصيد الرياضي أو التحنيط، ما يجعل بعض الأنواع تدفع الثمن الأكبر.
لبنان ممرّ عالمي للطيور المهاجرة

لبنان يعتبر ثاني أهم ممر للطيور المهاجرة في العالم. ملايين الطيور تمرّ فوقه سنويًا، تساهم في نقل البذور، تلقيح النباتات، ومكافحة الحشرات.
بحسب جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، يُقتل أو يُصاب سنويًا أكثر من 2.6 مليون طائر بسبب الصيد الجائر، كثير منها أنواع نادرة أو مهددة بالانقراض. هذا الاستنزاف يعطّل الأدوار الحيوية للطيور، ويهدّد البيئة والتنوع البيولوجي.
تشير تقارير دولية حديثة إلى أن لبنان لا يزال يُسجّل مستويات مرتفعة من قتل الطيور بشكل غير قانوني. فقد صنّف تقرير صادر عن منظمتي BirdLife International و EuroNatur بعنوان “القتل 3.0: التقدم في القضاء على قتل الطيور غير القانوني في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا” لبنان ضمن الدول الأكثر خطورة في هذا المجال (الفئة الأولى – Class I).
قانون الصيد البري في لبنان
للسنة الرابعة على التوالي، موسم الصيد البري في لبنان مقفل رسميًا.
مع ذلك، الصيد الجائر مستمر في أغلب المناطق، وغالبًا من دون رقابة أو محاسبة فعّالة.
القانون الذي وُضع لحماية الطيور المهاجرة لم يوقف سقوط آلاف الطيور كل موسم، ويبقى أثر الرصاص حاضرًا في الطبيعة.
دور الطيور المهاجرة في الطبيعة
تلعب الطيور المهاجرة دورًا أساسيًا في التوازن البيئي، إذ تُساهم في مكافحة الحشرات، تلقيح النباتات، وحماية التنوع البيولوجي. أي تراجع في أعدادها ينعكسُ سلبًا على الغابات، الزراعة، و صحة التربة.
حماية الطيور مسؤولية الجميع
في كل موسم هجرة، تعبر ملايين الطيور سماء لبنان لتكمل دورتها الطبيعية.
الصيد الجائر يعرقل هذا المسار، ويسبب أضرارًا واضحة في التوازن البيئي والقطاع الزراعي.
حماية الطيور المهاجرة ليست مسؤولية الجمعيات وحدها، بل مسؤولية كل واحد منا: من يرفض شراء الطيور المحنطة، من يبلغ عن مخالفات الصيد، ومن ينقل الوعي لأطفاله وأسرته.
- كيف أبلّغ عن حالة صيد أو أذى للطيور؟
يمكنك التواصل مع جمعية ناشطون لحماية الحسون والطير البري، أو التواصل على الرقم 03134949 - هل هناك عقوبة للصيد الجائر في لبنان؟
- نعم، القانون يفرض غرامات وممكن تصل للسجن
- ما هي أهم الطيور المهاجرة المهددة في لبنان؟
- النسر المصري، أبو منجل الأسود، اللقلق الأبيض، الحسون، البجع الدلماسي والحجل وبعض انواع من الصقور وأنواع أخرى.