في أغنيته الأشهر “Earth Song”صرخةً للضمير، أطلق مايكل جاكسون سلسلة أسئلة معلّقة في الهواء، أسئلة مازال العالم يهرب من مواجهتها.
تساءل عن شروق الشمس والمطر، عن الأرض التي وعدناها بالسلام وحوّلناها إلى ساحات قتل، عن البحار التي كانت يومًا ملاذًا وصارت اليوم تختنق بالنفايات.
كان صوته يرسم لوحات حادة التفاصيل: أطفال يسقطون تحت القصف، حيوانات تُباد أو تُقتلع من بيئتها، بحار تختنق بالبلاستيك، وغابات تلتهمها النيران، وإنسان مزّق الأرض باسم العقيدة والجشع. لم يكن يروي مشاهد عابرة، بل يعرّي ضمير العالم، رابطًا بين الحرب ودمار البيئة بجذر واحد: الجشع واللامبالاة، وجرح لا يلتئم ما دمنا عاجزين عن حماية ما تبقّى.
كل “ماذا عنا؟” كانت طعنًا في ضمير العالم لا بحثًا عن إجابة، بل إصرارًا على أن الصمت جريمة. كان يعرف أن الجرح أعمق من أن يلتئم سريعًا، لكنه أراد أن تبقى الأسئلة سيفًا مسلطًا على غفلتنا.
واليوم، بعد كل هذه السنوات، ما زال صدى تلك الكلمات يلاحقنا؛ فالمشاهد التي وصفها أصبحت جزءًا من يومياتنا: هواء ملوّث، محيطات مهددة، نزاعات لا تنتهي، وكائنات تُمحى من سجل الحياة. حين نسمعها، لا نسمع الماضي… بل نسمع الحاضر؛ صدى بحارنا المهدَّدة، وغاباتنا المحترقة، ونزاعاتنا التي لم تنطفئ، وكائناتنا التي تختفي بصمت.
الرسالة ما زالت كما هي: إذا خسرنا الأرض، فلن ينجو أحد. والسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق ما دامت الطبيعة تحترق والناس يموتون.